منذ بدأت كتابة اليوميات اعتدت كتابة كلمة وداع تكون في آخر يوم من العام الميلادي، أراجع فيه حسابات الماضي وأجدد آمال المستقبل، أعدد المحاسن التي وجدتها والانجازات التي حققتها، انظر لما فرطت فيه وأمني النفس بتحسينها وتجاوزها، اكتبها لتكون ذكرى عطرة ومراجعة للذات وتوثيقا لمراحل حياتي.
لأول مرة اكتب شيئًا منها للمدونة، عدت لما كتبته سابقًا فوجدت له في نفسي لذة فأحببت مشاركتها معكم واسميتها (من لذيذ المذكرات اليومية) لأن وقعها في النفس كان فعلًا لذيذ.
قبل أن انتقل للسنوات الماضية، أود التحدث عن هذا العام 2024، صحيح انه لم يكن عامًا ثريًا في المدونة كما قبله، ولكن كان على الصعيد الشخصي مثريًا. كل شئ كان أقل في الكم وعميق في الأثر. ولعل أهم ما كان فيه هو حصولي على قبول الدكتوراة وبدء الدراسة. بداية ونهاية العام ليس لها أي مزية سوى عوامل نفسية لا أكثر، من أراد البدء فليبدأ من أي وقت. العلاقات الاجتماعية مهمة من جانب ولكن ليس على حساب الذات وأولويات الحياة، من المهم إدارة عملية الأرقام الاجتماعية بعناية ولا تمنح مزيدًا من الفرص لمن لا يستحق أن يكون في المقدمة، ولا تتباطئ كذلك في كسب علاقة تكون جيدة ونافعة وأن تضعها في الرقم الاجتماعي المناسب لها. التغيير من سنن الحياة وكان له نصيب في عامي هذا، التغيير ضيف ثقيل يحمل في طياته الكثير حاولت التأقلم مع هذا الضيف أفضل من ذي قبل وأتمنى أن اتحسن وأتطور في ذلك أكثر. البدايات والمراحل الانتقالية أيضًا كانت حاضرة في هذا العام وعدت لما كتبت سابقًا فزادني عزيمة وإصرارًا لتجاوز أزمة البدايات. الصبر هو شعار المرحلة وفي كل أمر لابد من الصبر والتغافل، والصبر لا يكون إلا بالإيمان بالله لان كل مورد دنيوي للصبر يعتبر متبدد إلا الصبر بالله فهو المورد الذي لا ينضب. نسأل الله المغفرة والقبول عن ما فات والتيسير والبركة والإعانة فيما هو آت.
والآن مع مشاركات من وداعيات الأعوام السابقة التي كنت محظوظًا في توثيقها وهذا هو مجد كتابة اليوميات أن تعود زائرًا لما كتبته سابقًا وقد تجاوزت ما بين السطور من ألم وحزن أو حتى فرح وسرور.


تفاجأت أنني كتبت قبل سنتين أحث نفسي على بدء المدونة وأن التأخير هو خسارة وتضييع للوقت، الحمدلله أشارك النص على المدونة الآن .. أيضا الفرحة بانتهاء جميع مظاهر أزمة كورونا، ففي عام ٢٠٢٢ انتهت تماما كل الاجراءات الاحترازية.



أتمنى لكم أعوامًا سعيدة.